إن من الخطأ أن نفكر كما يفكر بعض الفلاسفة أن الإنسان كائن ذو مجموعة من الاحتياجات المادية الفردية والغريزية، وأنه بعيد كل البعد عن الأمور والاحتياجات المعنوية وفي منأى عنها، أو أنهم يدعون بأن احتياجات الإنسان محدودة وتنحصر فقط في إطار المأكل والملبس والماء والهواء.
إن الحاجة إلى المأكل والملبس والمشرب تعد أمراً طبيعياً جداً، وهناك ما هو أهم منها، والحقيقة أن حدود الاحتياج لها قدر كبيراً من السعة والشمول، بحيث تشمل جميع الأمور والاحتياجات التي لها صلة بجميع أبعاد وجود الإنسان، مثل الحاجة إلى الاعتراض، والاحترام والثقة بالنفس، والانتماء، وعزة النفس والإباء، والتفاخر والكمال والفضيلة والمنطق والاستدلال، والدفاع عن النفس والجسد والمعتقد.
لقد سعينا في مؤلفنا هذا إلى تصنيف تلك الاحتياجات إلى : معيشية، وبدنية، وعاطفية، ونفسية، واجتماعية، وإلى الاحتياجات المثلى واحتياجات الأطفال الخاصة، وان نستعرض بعض النماذج لكل منها.