الوصف
ليْس كلّ ما يتمنّاه المرْء يدْركه. ليْتني تذكّرْت هذه الجمْلة أيّام طفولتي قبل أنْ أرْسم لوْحتي بفٌرْشاة السًّعادة. فالحياة ليْست كما توقّعْت، لمْ أحْصل على ما تمنّيْته، قلْت أعيش سعيداً دونه، لكنّ السّعادة لمْ ترد العيْش معي. أخذْت قلـم الطّفولة، وكتبْت على ورقة السّعادة، وألْقيْتها في البحْر في يوْمٍ عاصف. كتبْت قصّتي وختمْتها بحكْمةٍ منّي أنّ الحياة ليْستْ كما أرْسمها. الآلام والأحْــزان موْجودة، فهلْ يأْتي يوْم السّعادة أمْ يخْتبئ وراء الآلام ليغادر مرْسى حياتي إلى وجْهة لا أعْلمها؟
نرْسم المستقبل في الطّفولة، وعندما نكبر نجــد الحيــاة مليئةً بالأشْواك. نتمنّى شيْئاً ونحْصل على شيء آخر. هنــا رجعْت إلى حاضــري، وأخــذْت القلـــم من الأرض، وختمْت قصيدتـي بكلمة الأمـل.
هكــذا بدأتْ رحْلتي نحْو الحياة، لحظاتٌ أتذكّر فيها الماضي، وأعانق مسْتقبلا قادماً بنفحـات الأمل. عشقْت الكتابة والقراءة يوماً ما، وكــنْت أقرأ القصص تحـت حرارة الصّيف وقْت الظّهيرة، ربّما يتعجب القارئ، ولكن كنت هكذا أعيش في زمن البساطة مع خيالي الذي يأْخذني إلى أفقٍ بعيدة، وإلى عالم لا يعْهده غير مخيّلتي.
هذا الكتاب ليْس سيرتي الذاتية، ولكنّه يحمل بين طيّاتــه بعضاً من رحلــتي في هذه الحياة، وبعض ما تعلّمْته قــد يفيــد القارئ، وربما يأخــذه إلى الزمن الذي كنت فيه ليعيش معي تلك اللّحظات.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.